مطالبات بالتوسع الأفقي وتوفيرها لتكامل المنظومة العقارية

أراضي تطوير الفلل ضمن المجمعات المكتملة توشك على الإنقراض

دعت مصادر عاملة في السوق العقاري المحلي في دبي شركات التطوير العقاري الرئيسة لتوفير كافة المنتجات الاستثمارية التي تعود بالفائدة على جميع الأطراف وتدفع إيجاباً نحو تكامل المنظومة العقارية وترفع في نفس الوقت من عنصر الشفافية بين أطراف معادلة هذه الصناعة تحت عنوان تحقيق المصلحة العامة.

وأوضح مطورون ومستثمرون أن الأراضي المخصصة لتطوير الفلل السكنية ضمن المجمعات المكتملة أو التي قاربت فيها أعمال البنية التحتية على الانتهاء في “عقارات دبي” بدأت تتقلص مساحاتها لتصل قريباً إلى مستويات الانقراض .

طالبت المصادر الجهات المعنية وكبرى شركات التطوير البدء بدراسة خطة للتوسع الأفقي ضمن مشاريع ومناطق جديدة لتوفير الأراضي مختلفة المساحات لتطوير مجمعات للفلل السكنية التي تتصدر قائمة أولوليات المستثمرين والمشترين النهائيين نظراً كونها لا تشكل أكثر من 15% من إجمالي السوق في الوقت الراهن .

ووصف مصدر عقاري رفيع المستوى، فضل عدم ذكر اسمه، الأراضي المخصصة لتطوير الفلل السكنية ضمن المجمعات مكتملة البنية التحتية بالكنز النادر الذي لا يمكن التخلي عنه، مشيراً إلى أن الحل الوحيد لتجاوز هذه الحالة فتح مناطق تطوير جديدة ودعوة الشركات للاستثمار فيها .

وأوضحت مصادر عاملة في السوق العقاري المحلي في دبي أن قطاع الفلل السكنية يملك المقومات الاستثمارية الكافية لاستيعاب المزيد من المشاريع التطويرية في هذا المجال في ظل تنامي حركة الطلب على هذه المنتجات التي تصدرت قائمة اهتمامات المستثمرين والمشترين النهائيين لارتفاع عوائدها، في الوقت الذي لا يلبي المعروض الحالي في سوق دبي حجم الطلب الذي اتخذ منحنى تصاعدياً منذ العام الماضي، مشيرة إلى شح وحدات الفلل مقارنة بغيرها من المنتجات .

وعلقت المصادر على أن مشاريع تطوير مجمعات الفلل التي أعلن عنها مؤخراً مثل “كازا” ضمن “المرابع العربية”، وفلل “ليجاسي” و”ليجاسي نوفا” ضمن “جميرا بارك”، و”مدينة دبي المستدامة”، و”بالما ريزيدنس” في “نخلة جميرا”، و”أكويا من داماك”، و”صبحا” ضمن “مدينة محمد بن راشد” وما سيتم تسليمه قريباً ضمن مشاريع “نخيل” ستطرح أكثر من 5500 وحدة حتى نهاية ،2014 وهو رقم لن يلبي حجم الطلب الراهن .

وأعلنت “إعمار” عن طرح المرحلة الأولى من فلل “كازا” ضمن المرابع العربية والبالغ عددها 253 وحدة، بينما ستحضن “مدينة دبي المستدامة” نحو 500 وحدة، وطرحت “نخيل” 381 فيلا ضمن مشروع “جميرا بارك”، و104 فلل شاطئية في “بالما ريزيدنس” ضمن “نخلة جميرا”، كما طرحت “مجموعة دبي للعقارات” 350 وحدة للبيع قريباً، وغيرها من المشاريع .

وستسلم “نخيل” قبل نهاية العام الجاري 2013 نحو 2000 فيلا، في كل من مشروع “الفرجان130”  وحدة، و”جميرا بارك”700 وحدة، و”جميرا فيلدج” 615 وحدة، و”فينيتو” 177 وحدة، و”بدرة” 146 وحدة .

وأشارت المصادر إلى أن سوق الفلل السكنية تابع منذ بداية 2013 طريق التعافي والتحسن التدريجي الذي حققه في العام الماضي 2012 بمستويات نمو تراوحت نسبها حسب المناطق بين 20 و35%، كما سجل أفضل التعاملات بين مختلف المنتجات العقارية .

وقال الخبير العقاري مهند الوادية، المدير الإداري في شركة “هاربور” العقارية: “يعيش العاملون في سوق عقارات دبي حالة من الترقب بخصوص تسليم الوحدات الجاهزة ضمن المجتمعات المكتملة مثل “جميرا بارك” و”الفرجان” اللذين تطورهما “نخيل”، “مدن” الذي تطوره “مجموعة دبي للعقارات”، وطرح كل من مشروع المرحلة الثانية من فلل “كازا” ضمن “المرابع العربية” ومشروع “مدينة دبي المستدامة”، و”اكويا من داماك” للبيع .

وأوضح الوادية أنه نتيجة لارتفاع أسعار إيجارات الفلل السكنية بمعدل يتراوح بين 20 و25% خلال الأشهر ال12 الماضية، لجأ أغلبية الناس للشراء في محاولة لتخفيف وتنظيم نفقاتهم السنوية الخاصة بالإيجار خاصة في ظل تعليق قرار المصرف المركزي حول تحديد سقف التمويل العقاري .

وأضاف الوادية قائلاً: “واكب قطاع الفلل السكنية منذ بداية العام الجاري 2013 علامات التعافي التي سجلها خلال العام الماضي 2012 على صعيد التعاملات العقارية بشكل عام ومنحنى الأسعار بشكل خاص التي ارتقت بمعايير تطوير البنية التحتية ومرافق الحياة الاجتماعية للسكان” .

وأشار المدير الإداري في شركة “هاربور” العقارية إلى أن سوق العقارات في دبي يمر في الوقت الحالي بفترة القبول والتعافي، التي بدأ يستشرف بوادرها في العام ،2011 حيث شهدت أسعار أفضل مناطق الاستثمار في قطاع الفلل السكنية من حيث الأداء نمواً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة، ومن المرجح أن تواصل أداءها الإيجابي نحو الارتفاع في الفترة المقبلة بنسبة تراوح بين 10 و20% .

تدفق السيولة

يتوقع أن يستمر تدفق السيولة في سوق العقارات بسرعة ووتيرة أكبر، في الوقت الذي بدأت شركات التمويل العقاري والممولون الاستثماريون بزيادة نشاطاتها الإقراضية مرة أخرى، وتعتبر هذه خطوة إيجابية للغاية وستشجع مزيداً من المشترين الذين يرغبون في الاستفادة من الفرص العقارية المتوافرة .

ويتراوح سعر بيع القدم المربعة في “نخلة جميرا” بين 1400 و1600 درهم، بينما تبدأ أسعار التأجير من 350 ألف درهم سنوياً وتنتهي عند مليون درهم سنوياً . بينما ارتفعت أسعار البيع في “ذا فيلا” لتتراوح بين 680 و700 درهم للقدم المربعة عند الحد الأدنى .

وحققت الفلل السكنية في مشروع “فالكن سيتي أوف وندورز” أداءً إيجابياً خلال الفترة الماضية من حيث معدلات الطلب، وتتراوح الأسعار فيه من 650 درهماً إلى 950 درهماً للقدم المربعة تعتمد على نوعية وجودة المواصفات وموقع الفيلا وإطلالتها .

ويتراوح سعر القدم المربعة في “فيكتوري هايتس” بين 850 و900 درهم . وتراوحت الأسعار في منطقة ال”إميريتس ليفينغ”، التي تتضمن كلاً من “ذا سبرينغ” و”ذا ليكس” و”ذا ميدوز” بين 850 درهماً للقدم المربعة، وفي “ذا سبرينغ” و1000 درهم للقدم في “ذا ليكس”، و1100 درهم للقدم في “ذا ميدوز” .

وتراوحت الأسعار في “المرابع العربية” بين 900 و1000 درهم للقدم المربعة .

قوى الطلب بدأت في الارتفاع

أكد الخبير العقاري مهند الوادية أن قوى الطلب بدأت في الارتفاع تماشياً مع زيادة وتيرة تعافي معظم الاقتصادات العالمية واسترداد المستثمرين من الأفراد والشركات ثقتهم بأداء القطاع والمستقبل، لافتاً إلى أن بعض الملاك الذين اغتنموا الفرص المميزة التي برزت خلال 2009 و2010 سيحققون نمواً متزايداً مع الوقت في رؤوس أموالهم . وتوقع المدير التنفيذي في “هاربور” العقارية، أن السوق العقاري في دبي سيمر حتى نهاية العام الجاري 2013 بفترة جديدة من التعافي وتجديد الثقة، حيث سيتقبل السوق المعطيات والديناميكيات الجديدة للقطاع، وسيكون هنالك تقبل عام للأسعار الجديدة للعقارات .