آثار قريبة وبعيدة المدى تتحقق عند التطبيق
السوق العقاري يتفاعل إيجاباً مع خطوة “إعادة الهيكلة”
أوضحت مصادر أن السوق العقاري والعاملين فيه قد تفاعلوا بايجابية مع مقترح كل من “دبي العالمية” و”نخيل” لاعادة جدولة ديونهما، الأمر الذي سينعكس على مستقبل القطاع بشكل مباشر وغير مباشر في الوقت ذاته على المديين القصر والبعيد .
وأضافت المصادر أن الآثار الحقيقية على القطاع ستتبلور مع اعلان الجهات الدائنة قبولها للمقترح وما سيتبعه من مراحل التنفيذ، مشيرة الى أن النتائج الأولية للمقترح تنحصر في محيط دائرة عودة الثقة والتفاؤل للجهات العاملة في مختلف المجالات العقارية، أما فيما يختص بمنحنى الأسعار فترى المصادر أنه لن يتفاعل بنفس الوتيرة مع هذه التطورات، حيث إن المسألة هي عامل زمني يرتبط ارتباطا وثيقا بمعادلة العرض والطلب، وهذا ينطبق في الوقت ذاته على مشاريع “نخيل” أيضا .
وأوضح فادي موصلي، المدير الاقليمي في “جونز لانغ لاسال”، أن الاعلان عن تفاصيل الخطة الشاملة لاعادة الهيكلة التي تشمل كل من “دبي العالمية” و”نخيل” كل على حدة، من شأنها أن تعطي دفعة قوية عنوانها الثقة والتفاؤل لجميع العاملين في السوق العقاري في الامارة من جهة وحركة البيع والشراء من جهة أخرى على المدى البعيد وليس القصير .
وأضاف موصلي أن تطبيق هذا المقترح، الذي تقدمت به كلتا الشركتين، سيدفع بصورة أقوى في اطار اكتساب دبي المزيد من المصداقية والشفافية التي كانت قد تأثرت في الفترة السابقة، وليبدأ العاملون في السوق باختلاف قطاعاتهم باعادة ترتيب أوراقهم وخططهم المستقبلية بناء عليه .
وأفاد موصلي أنه من الواضح أن السوق والمستثمرين قد استقبلوا هذا الخبر بايجابية، الأمر الذي انعكس بنفس الاطار على أداء الأسواق المالية، وأسعار الفائدة الائتمانية على ديون دبي، الا أننا نرى أن هذا التأثير يكمن على المدى القصير، أما البعيد فيرتبط بالمزيد من الوضوح والشفافية بشأن هذا المقترح الذي جاء أفضل من المتوقع، وننتظر رد الجهات المقابلة من الدائنين لقبوله .
وعلى صعيد نتائج هذا المقترح على السوق العقاري، يقول موصلي أنه من المرجح أنه يحتاج لكفايته من الوقت لحين أن يلمس نوعا من التحسن، في الوقت الذي بدأ المستثمرون التعامل بفعالية بعد طول انتظار لحل المشكلة الأولى في السوق المحلي بدبي .
أما مشاريع نخيل العقارية التي تعد ذات الصلة الأولى بهذا المقترح، فنجد أنها شأنها شأن جميع المشاريع في الامارة والتي تخضع لقاعدة العرض والطلب، فلن تتحسن أسعارها أكثر من غيرها، الا أن المعنى العام يصب في الشعور الايجابي للمقترح ككل من شتى القطاعات .
من جهته أوضح عمر عايش، رئيس مجلس ادارة “نوبلز” القابضة، أن اعلان كل من دبي العالمية ونخيل عن خطتهما الشاملة لاعادة هيكلة الديون ستؤثر بشكل ايجابي وبطريقة مباشرة في بعض القطاعات وغير مباشرة على قطاعات أخرى، والتي ستصب في النهاية في تحريك العجلة الاقتصادية من دائرة التباطؤ الى التسارع .
وأضاف عايش أن المقترح الذي تقدمت به الشركتان كل على حدة سيخلق دفعة معنوية على صعيد هامش الثقة لكافة العاملين في السوق المحلي بدبي من خلال ضخ مياه الحيوية والنشاط على مستوى شتى القطاعات الاقتصادية .
وأشار رئيس مجلس ادارة “نوبلز”، الى أن دبي كانت ولا تزال تتبوأ مركزا متقدما كبيئة استثمارية جاذبة لرؤوس الأموال وكبرى الشركات، وها هي تفاجئنا بقرارها الصريح الذي يعد من أفضل الأخبار التي نسمعها على الرغم من الظروف الحالية التي تشهدها كافة الأسواق العالمية في ظل الأزمة المالية العالمية، بأن يأخذ كل ذي حق حقه وهذا يزيدنا ايمانا بقدرة الامارة على تجاوز أسوأ التحديات والمصاعب .
أما مهند الوادية، المدير الاداري في شركة هاربور للوساطة العقارية فقال من جانبه: “ان هذا الالتزام الجديد التي قدمته “دبي العالمية” يعد خطوة ايجابية نحو التزامات عديدة في المستقبل، فهو بالتأكيد يعزز الثقة بالبيئة الاقتصادية والاستثمارية في مدينة دبي وفي قطاع العقارات بشكل خاص . فدفع المبالغ المستحقة سيخلق أثرا ايجابيا مضاعفا على جميع أصحاب المصالح وسيساعد على تخفيف حدة التوتر القائم” .
وأضاف الوادية أن هذا الخبر الجيد يؤكد مرة أخرى أن دبي تتمتع ببنية تحتية اقتصادية متينة وقادرة على الصمود في وجه العاصفة الاقتصادية بثقة ومرونة، ووفرت من خلاله شعورا بالتفاؤل تفاعلت معه الأوساط العقارية لما له من الأثر الكبير والواضح على جاذبية الامارة على الصعيد العالمي .
عبدالمجيد اسماعيل الفهيم، رئيس مجلس ادارة دبي بيرل “لؤلؤة دبي”، قال من جهته عبر اتصال هاتفي خلال جولة ترويجية لمشروع لؤلؤة دبي في الصين وبعض دول آسيا، انه لا شك أن قيام حكومة دبي بتقديم دعم مالي لاعادة هيكلة ديون مجموعة دبي العالمية ونخيل، سيكون له أثره المباشر على ازدياد معدلات الثقة في الأداء الاقتصادي لدبي على المدى المتوسط والبعيد، ويضفي حالة من الاستقرار والاطمئنان على أداء كافة القطاعات الاقتصادية ليس على مستوى امارة دبي فحسب وانما على مستوى دولة الامارات بشكل عام .
وأضاف بعد لقاء مع شركاء أعمال في شنغهاي: “لقد كان لهذا القرار أثره الفوري على أداء أسواق المال في الدولة والتي استقبلته بفرحة عارمة ترجمها ارتفاع مؤشرات التدوال بشكل سريع، وأقفلت الأسواق على ارتفاع طالما اشتاقت اليه الأسواق، وبعث السرور والسكينة في نفوس جميع المتعاملين . كما أن هذا القرار ستكون له انعكاساته المباشرة على القطاع العقاري الذي هو بحاجة ماسة لمثل هذه المحفزات” .
وقال ان هذه الخطوة تمثل رسالة واضحة الى كافة أسواق العالم أن دبي قادرة على الايفاء بالتزاماتها برغم أي ظروف، وأن نهجها الاقتصادي التطويري ماض الى ما لا نهاية، وأن على الجميع أن يتعامل معها على هذا الأساس، وألا يراوده أي شك في أن المستقبل المشرق مازال فاتحاً ذراعيه لدولة الامارات لتحقق المزيد من الانجازات على سلم التطور الحضاري طالما أن قيادتها قادرون على توجيه الخطى الى الأمام بصدق ويقين وعزيمة .